مقدمة في مبادئ علم الصرف
تعريف علم الصرف:
لكلمتي "الصرف" و " التصريف" معنيان : أحدهما لغوي وثانيهما
اصطلاحي.
أولًا المعنى اللغوي :
جاء في "لسان العرب" أنهما يُطلقان على عدة معانٍ منها : التحويل والتغيير، ومن ذلك قالوا: تصريف الرياح، وتصريف
الأمور، وتصريف الآيات، وتصريف الخيل، وتصريف المياه.
وقالوا: صرفتُ فُلانًا عن وجهه، وصرفتُ الصبيان، وصرف الله عنك الأذى.
كل ذلك يُرادُ به التحويل من وجهٍ إلى وجهٍ ومن حالٍ إلى حال، قال الله
تعالى: "انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُون"
وقال سبحانه: "وَتَصْرِيفِ الرِّيِاحِ والسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ
السَّمَاءِ والأَرْضِ"
ثانيًا المعنى الاصطلاحي:
المراد بالصرف في اصطلاح العلماء هو العلم الذي تُعرَف
به كيفية صياغة الأبنية العربية، وأحوال هذه الأبنية التي ليست إعرابًا ولا بِناءً
والمراد بالأبنية هنا هيئة الكلمة التي يمكن أن يشاركها فيها
غيرها، وهذه الهيئة عبارة عن عدد حروف الكلمة، وترتيبها، وحركاتها المعينة،
وسكونها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية، كلٌّ في موضعه: فكلمة (رَجُل) مثلًا
لها هيئة وصفة يمكن أن يشاركها فيها كلمة (عَضُد) من حيث كونها على ثلاثة أحرفٍ
أولها مفتوح وثانيها مضموم، وكما تُسمى هذه الهيئة (بناء) فإنها تسمى أيضًا
(بِنْيَة و صِيغَة و وَزْن و زِنَة"
أما المراد بـ (كيفية صياغة الأبنية) هو ما يُذكر في مسائل العلم من طريقة أخذ
المضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وغيرها من المصدر، وطريقة
التصغير والنسب والتثنية والجمع، ونحو ذلك.
موضوع علم الصرف:
وموضوع علم الصرف هو : المفردات العربية، من حيث كيفية
صياغتها لإفادة المعاني، أو من حيث البحث عن أحوالها العارضة لها من صحة وإعلال
ونحوهما.
والمراد بالمفردات العربية: الاسم المتمكن، والفعل المنصرف، دون ما
عداهما؛ فالحرف بجميع أنواعه، والاسم المبني، والأفعال الجامدة، لا يجري البحث
عنها في علم الصرف.
فائدة علم الصرف:
علم الصرف له فوائد عظيمة فهو يمنع من الخطأ في الكلمات العربية، ويحفظ من
اللحن في ضبط صيغها، وييسر تنويع أساليب الخطاب، ويساعد على معرفة الأصلي والزائد
من حروف الكلمات.
كما أن علم الصرف هو المعيار والميزان الذي يعين على ضبط الصيغ ومعرفة
تصغيرها والنسبة إليها وبه وحده يُعرف ما يدخل على الكلمة من إعلال أو إبدال أو
إدغام ... إلخ
