علاماتُ الاسمِ
قال الشيخ ابن
مالك رحمه الله:
بِالْجَـرِّ
والتَّنْوِينِ وَالنَّدَا وَأَلْ وَمُسْنَدٍ
لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ
س1- ما علامات الاسم ؟
ج1- علامات الاسم ، هي
:
1- الجرُّ:
ويشمل الجر بالحرف، والإضافة، والتبعيّة.
وقد اجتمعت في البسملة "بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ" ونحو قولك:
مررت بغلامِ زيدٍ الفاضلِ. فغلام: مجرور بالباء،
وزيد: مجرور بالإضافة، والفاضل: مجرور بالتبعية؛ لأنه نعت.
2- النِّدَاءُ:
نحو: يا زيدُ، يا رجلُ.
3- أل:
نحو: الرجل، الكتاب.
4- الإسْنَادُ
إليه ( الإخبار عنه ):كالتاء في قمت. فالتاء مسند إليه، والفعل (قام)
مسند، ونحو: أنا مؤمن. فالضمير (أنا) مسند إليه، ومؤمن مسند. فإسناد القيام إلى
التاء دليل على اسمية ( التاء )، وإسناد الإيمان إلى الضمير (أنا) دليل على اسميته.
5- التَّنْوِينُ
: هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً لا خطاً لغير توكيد، وهو أربعة
أنواع:
أ- تنوين التَّمْكِينِ:
وهو الذي يلحق آخر الأسماء المعربة، كزيدٍ،
ورجلٍ.
ب- تنوين
التَّنْكِيرِ: وهو الذي يلحق آخر الأسماء المبنيّة؛ للدلالة على
تنكيرها، نحو: مررت بسيبويهِ وبسيبويهٍ آخـر. فسيبويه الأول معـرفة، والثاني نكرة،
والذي دلّ على تنكيره التنوين الذي لحق آخره، ونحو: صَهٍ (أي: اسكت عن كل حديث)، وإيهٍ
(أي: زدني من كل حديث).
ج- تنوين
الْمُقَابَلَةِ: هو الذي يلحق جمـع المؤنث السالم، نحو: مسلمات، ومؤمنات؛
فإنَّ التنوين فيه مقابل النون في جمع المذكر السالم، نحو: مسلمون، ومؤمنون.
د- تنوين
العِوَضِ: وهو ثلاثة أقسام:
أ- عوض عن حرف:
وهو التنوين الذي يلحـق المنقوص عِوضاً عن الياء المحذوفة في حالتي الرفـع، والجر،
نحو: هذا قاضٍ، ومررت بقاضٍ.
ب- عوض
عن كلمة: وهو التنوين الذي
يلحق آخـر (كلٍّ ، وبعضٍ) عوضاً عن المضاف إليه،كما في قوله تعالى: "قُلْ
كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ" (أي: كل إنسان) وكما قال الشاعر:
دَانَيْتُ أَرْوَى والدُّيُونُ
تُقْضَى فَمَطَلَتْ بَعْضًا وَأَدَّتْ بَعْضًا
(أي: فمطلتْ بعضَ الديونِ وَأَدَّتْ
بعضَه).
ج- عوض
عن جملة: وهو التنوين الذي يلحق (إذْ) عوضاً عن جملة تكون بعدها،كقوله
تعالى: "وأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ" أي:حين إذْ
بَلَغَت الرُّوحُ الحُلْقُومَ.
وزاد بعضهم تنوين التَرَنُّم: وهو الذي يلحق القوافي
المطلقة بحرف علّة.
والتنوين
الغَالِي: وهو الذي يلحق القوافي المقَيَّدَة.
فالترنُّمُ ، كقول الشاعر :
أَقِلِّي اللَّـوْمَ
عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ وقُولي
إنْ أَصَبْتُ لقدْ أصَابَنْ
الشاهد:
العِتَابَنْ، وأصَابَنْ. وجه الاستشهاد: أدخل الشاعر عليهما في الإنشاد
تنوين الترنُّم وآخرهما حرف عّلة، وهو الألف، ويسمى ألف الإطلاق؛ لأن القافية التي
آخرها حرف علّة تُسمى مُطْلَقَةً.
وأما الغالي - وقد أثبته الأخفش -
كقول الشاعر:
وقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ مُشْتَبِهِ
الأَعْلاَمِ لَمَّاعِ الْخَفَقْنْ
الشاهد:
المخترقْنْ، والخفقْنْ. وجه الاستشهاد: أَدْخَلَ التنوين عليهما، مع
اقترانهما بأل، وسُكِّنتا؛ لأجل الوقف، والأصل أنهمامجرورتان بالكسرة: المخترقِنْ،
والخفقِنْ. وهذه القافية تسمى مقيّدة؛ لأن آخر الكلمة في آخر البيت حرف صحيح ساكن.
س2- ما رأي ابن مالك في
تنويني الترنّم، والغالي؟ وبم اعترض عليه ابن عقيل؟ وما الرَّدُّ على هذا الاعتراض؟
ج2- يرى ابن مالك أن
تنوين الترنم ، والتنوين الغالي من خصائص الاسم ، ويعارضه في ذلك ابن عقيل فهو يرى
أنهما يكونان في الاسم ، والفعل ، والحرف. ويؤيد رأي ابن عقيل الشاهد السابق (المخترقٍ
، والخفقٍ )؛ لأن الشاعر أدخل عليهما التنوين مع اقترانهما بأل ، ولوكان هذا
التنوين مما يختص بالاسم لم يلحق الاسم المقترن بأل .
ويؤيده كذلك قول الشاعر :
أَزِفَ التَّرَحُّلُ
غَيْرَأنّ رِكَابَنَا لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وكَأَنْ قَدِنْ
والشاهد فيه : دخول
التنوين على الحرف ( قَدٍ ) وهذا يدلّ على أن تنوين الترنم لا يختص بالاسم .
ويُرَدُّ على هذا
الاعتراض بأن تسمية نون الترنم، والنون التي تلحق القوافي المطلقة (تنويناً) إنما
هي تسمية مجازية، وليست من الحقيقة التي وضع لها لفظ التنوين.
مع أطيب تحيات