-->

2016/06/21

دروس في علم العروض - درس(2) مصطلحات ومفاهيم



التعريف ببعض المصطلحات العروضية والفرق بينها


هناك مجموعة من المصطلحات يحسن بدارس علم العروض أن يدرك الفرق بينها؛ لأنها تمس العلم الذي يدرسه ومن تلك المصطلحات ما يلي:


الشِّعر:
قال ابن خلدون: "الشعر هو كلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والرويّ، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به". ومما يعد من الشعر قول أبي فراس الحمْداني:

أَرَاكَ عَصِيَّ الدَّمْعِ شِيمَتُكَ الصبرُ ... أَمَا لِلهَوَى نَهْيٌ علَيكَ ولا أَمْرُ

بَلَى أَنَا مُشْتَاقٌ وعندِيَ لَوْعَةٌ ... ولكنَّ مِثْلِي لا يُذَاعُ له سِرُّ

إذا الليلُ أَضْوَانِي بَسَطْتُ يَدَ الهَوَى ... وأَذْلَلْتُ دَمْعًا مِنْ خَلائِقِهِ الكِبْرُ


النثر:
الكلام الجيد نوعان: نثر وشعر. أما النثر فهو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام وزن، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرًا إذا بقي مجردا من الوزن.
والنثر أسبق أنواع الكلام في الوجود لقرب تناوله، وعدم تقييده، وضرورة استعماله. وهو
نوعان: مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية، ومرسل إن كان غير ذلك. وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ؛ لقوة السليقة، وفعل الوراثة، وقلة الاختلاط بالأعاجم.

الشعر المنثور:
الشعر المنثور، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر- تسمياتٌ مختلفة لنوع من الكتابة النثرية تشترك مع الشعر في الصور الخيالية، والإيقاع الموسيقي حينًا، وتختلف عنه في أنظمة الوزن، والقافية، والوحدات.
وقيل: هو الكتابة التي لاتتقيد بوزن أوقافية؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي، والكلمة الموحية، والصورة الشعرية. وغالبا ماتكون الجمل قصيرة، محكمة البناء، مكثفة الخيال.
وقد كانت بداية هذا النوع في الربع الأول من هذا القرن عندما اعتمد جبران والريحاني فنًّا أدبيًّا يجعل النثر الفني أسلوبًا، إلا أنه يتميز بعاطفة شعرية، وخيال مجنح.


النظم:
هو الكلام الموزون المقفى دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة، ومعظم النقاد يجعل النظم دون مرتبة الشعر في الجودة من حيث المضمون، والخيال، والعاطفة وغيرها من عناصر الشعر، دون الوزن. فالشعر - عادةً - يطفح بالشعور الحيّ، والعاطفة الصادقة، فيؤثر في مشاعرنا. أما النظم فرُكِّب بطريقة لا يُقصَد بها إلا المحافظة على الوزن، والإيقاع كانتظام حبات العقد في السلك، دون أن يكون فيه روح أو حياة.
والمقياس في التفريق بين الشعر و النظم يعود بالدرجة الأولى إلى الذوق الأدبي. وهذا الذوق يتربى بكثرة مطالعة الشعر الجميل.
هذا، وإن لم يكن ثمة حدود دقيقة فاصلة بين الشعر و النظم، فإنه يمكننا التمييز بينهما بسهولة في كثير من الأحيان، فمما يعد نظمًا لاشعرًا عند الذين يفرقون بين المصطلحين ما نظمه الفقهاء والنحاة، وكثير من شعراء عصر الانحطاط، و مما يعد منه أيضًا الشعر التعليمي.
ومن النظم هذان البيتان (من الرجز) :

أَجَادَها نَحْوِيَّةً صَرْفِيَّهْ ... قد نَظَمَ ابنُ مَالِكٍ أَلْفِيَّهْ

سَهَّلتْ فيه حِفْظَهَا لِلفِتْيَة ... وَقَدْ تَبِعَتْ إِثْرَهُ فِي الهَمْزَةِ



تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ Arabic For You 2016
تصميم: حميد بناصر