الدرس الثاني
تابع ( مقدمة في علم النحو)
2 - ثانيًا: موضوع علم النحو
يقول شيخنا ابن آجروم رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه في الدارين آمين:
"وموضوع علم النحو: الكلمات العربية، من جهة البحث عن أحوالها المذكورة "
الشرح:
إن علم النحو يبحث في الكلمات العربية من حيث إعرابها وبناؤها وضبط أواخر هذه الكلمات إعرابًا وبناءً بحسب موقعها من الجملة على نحو ما تكلم به العرب.
3 - ثالثَا : ثمرة علم النحو.
يقول المصنف: "وثمرة تعلم علم النحو: صيانة اللسان عن الخطأ في الكلام العربي وفهم القرآن الكريم والحديث النبوي فهمًا صحيحًا، اللذين هما أصل الشريعة الإسلامية وعليها مدارها "
الشرح:
إن لكل علم فوائد وثمار وثمرة علم النحو: أن يعرف الإنسان النطق العربي السليم وبهذا يستطيع أن ينطق القرآن الكريم نطقًا سليمًا وأن ينطق كلام النبي صلى الله عليه وسلم نطقًا سليمًا وأن يقرأ الشعر العربي قراءةً جادَّة.وعلى هذا فالنحو يصون اللسان عن الخطأ في الكلام كما أن المنطق يصون الجَنَانَ عن الخطأ في التفكير.
4 - رابعًا: نسبته من العلوم العربية الأخرى:
يقول المصنف : "وهو من العلوم العربية"
الشرح:
إذا نظرنا إلى علم النحو بالنسبة للعلوم الأخرى فهو من العلوم العربية. وهذا النحو له وظيفة، ووظيفته أنه يكون خادمًا لكتاب الله تعالى ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .وكلنا يعلم أن القراءة بدون نحو لا تساوي شيئًا لأن القارئ ربما أخطأ فنصب الفاعل ورفع المفعول به وهذا خطأ كبير جسيم.
5 - خامسًا: واضع علم النحو:
يقول المصنف: "والمشهور أن أول واضع لعلم النحو هو أبو الأسود الدُّؤَلِيّ بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما "
الشرح:بعد أن كثرت الفتوحات الإسلامية ودخل كثير من الناس في الإسلام ومنهم غير العرب كالعجم والبربر والفرنجة وغير ذلك بدأ اللحن يتعدى إلى الألسنة ومن هنا كانت الحاجة إلى وضع علم يحفظ الألسنة من هذا اللحن .. ويقول شيخنا أن المعروف والمشهور لدى المؤرخين أن أول من وضع علم النحو هو الإمام أبو الأسود الدؤلي بأمر من الإمام علي بن أبي طالب ثم فتح الباب -رضي الله عنه- بعد ذلك فجاء العلماء وكتبوا فيه كتبًا كثيرة ومن هذه الكتب : ( الكتاب ) للإمام سيبويه رضي الله عنه ثم جاء من بعده علماء فكتبوا ومن هؤلاء ابن هشام الذي كتب كتبًا كثيرة منها شذور الذهب في معرفة كلام العرب ، وقطر الندى ، ومغني اللبيب وأوضح المسالك ؛ وجاء ابن عقيل وكتب أيضًا في هذا الفن وقبل ذلك جاء الإمام ابن مالك ووضع ألفيته المشهورة .
6 - سادسًا : حكم الشارع فيه :
يقول المصنف رحمه الله: "وتعلمه فرض من فروض الكفاية، وربما تعين تعلمه على واحد فصار فرض عين عليه "
الشرح:تعلم علم النحو من فروض الكفايات ومعنى فروض الكفايات أنه إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
لكن وقد يكون تعلم النحو فرض عين بالنسبة لنا نحن (معشر القراء والخطباء والمشتغلين بالعلم) لابد أن نتعلم هذا الفن وأننا سنُسأل أمام الله يوم القيامة عن هذه العلوم: لم ضيعناها ؟
فتعلم النحو بالنسبة لنا من فروض الأعيان؛ فلا يليق بالخطيب مثلًا أن يخطئ على المنبر ولا بالمعلم أن يخطئ أمام طلابه ونحن نسمع أشياء كثيرة جدًّا مؤسفة تصدر عن كثير من الخطباء والمعلمين .
وإلى اللقاء في الدرس التالي إن شاء الله