الاشتقاق وأقسامه
معنى الاشتقاق:
للاشتقاق معنيان أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي.
أولًا الاشتقاق لغةً:
هو "أخذ شِقِّ الشيء" أي
نصفه أو جانب منه. ومنه قالوا ، "اشتق الفرس في عَدْوه" يريدون أنه مال
في أحد شقيه. وقالوا " قعدوا في شق من الدار" أي في ناحية منها
ثانيًا معنى الاشتقاق اصطلاحًا:
هو "أخذ كلمة من أخرى؛ لمناسبة بين
الكلمتين في المعنى، ولو مجازًا"
والمراد بـ (مجازًا) هنا أن أخذ كلمة بمعنى مجازي من كلمة أخرى بذلك
المعنى المجازي يعتبر اشتقاقًا أيضًا، فأنت تقول : "نطقت الحال بكذا" وتريد
: دلَّت دلالة واضحة وهذا اللفظ مشتق من النطق بمعنى الدلالة الواضحة وهذا المعنى
مجازي لا حقيقي كما هو مبين في مباحث الاستعارة التبعية من علم البيان؛ فإنهم
يشبهون الدلالة الواضحة بالنطق ثم يستعيرون النطق المشبه به للدلالة الواضحة
المشبهة ثم يشقون من النطق بالمعنى المجازي – وهو الدلالة – نَطَق أو يَنْطِق أو
أنطق بمعنى دلَّ أو يدل أو دال أو أكثر دلالة ومن ذلك قول الشاعر :
ولئن نطقت بشكر بِرِّكَ مفصحًا .. فلسان حالك بالشكاية
أنطق
ومنذلك يتبين أن الاشتقاق لا يكون قاصرًا على المعاني الحقيقية فقط
أقسام الاشتقاق:
والاشتقاق على ثلاثة أقسام، وذلك أن التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه إما
أن يكون في المعنى واللفظ جميعًا مع ترتيب الحروف الأصول فيهما أي في المعنى
واللفظ، وإما أن يكون في المعنى وحده ويكون – مع ذلك – أكثر حروفهما من نوع واحد
وباقيها من مخرج واحد أو من مخرجين متقاربين.
القسم الأول: الاشتقاق الصغير
وهو
ما كان التناسب فيه بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ وترتيب الحروف –
نحو ذَهَاب، وذَهَبَ، ويَذْهَب، وهو ذاهِب . ونحو جُلُوس، وَجَلَسَ، وَيَجْلِس،
وهو جَالِس. ونحو ضَرْب، وضَرَبَ، ويَضْرِب، وهو ضارب، ومضروب.
القسم الثاني: الاشتقاق الكبير
وهو ما كان التناسب فيه بين المأخوذ والمأخوذ منه في
المعنى واللفظ من غير ترتيب الحروف نحو
جَذَبَ وجَبَذَ، وحَمِدَ ومَدَح، وآنَ وأَنَى، وأَيِسَ وَيَئِسَ.
القسم الثالث: الاشتقاق الأكبر
وهو ما كان التناسب فيه بين
المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى وأكثر الحروف، وكان باقي الحروف من مخرج واحد أو
مخرجين متقاربين نحو ثَلَبَ وثَلَمَ، ونَعَقَ ونَهَقَ، هتن وهتل، مَدَحَ ومَدَهَ.
لتحميل الدرس اضغط الرابط أسفل
الصورة
للتحميل اضغط