المعربُ، والمبنيُّ من
الأفعالِ
قال الشيخ ابن مالك رحمه الله:
وَفِـعْلُ أَمْـرٍ وَمُـضِيٍّ بُنِــيَا وَأَعْـرَبُوا مُضَـارِعًا إِنْ عَـرِيَا
مِنْ نُـونِ تَوْكِـيدٍ مُبَاشِرٍ وَمِنْ نُـونِ إِنَـاثٍ كَيَرُعْنَ مَنْ فُـتِنْ
س1- هل الإعراب أصل في
الأسماء، أو أصل في الأفعال؟
ج1- في هذه المسألة
خلاف ، وهو كالتالي :
1- مذهب البصريين:
أن الإعراب أصل في الأسماء، وفرع في الأفعال، فالأصل في الفعل عندهم البناء.
2- مذهب الكوفيين: أن
الإعراب أصل في الأسماء، وفي الأفعال.
3- مذهب بعض النحويين: أن
الإعراب أصل في الأفعال، وفرع في الأسماء. وهذا المذهب الأخير نقله ضياء الدين بن
الِعلْج في البسيط.
س2- اذكر أنواع الأفعال
المبنية، وما علامة بنائها؟
ج2- الأفعال المبنية
نوعان:
1- ما اتُّفِقَ على
بنائه ، وهو الفعل الماضي. وهو مبني؛ لأن الأصل في الأفعال البناء (على الصحيح ).
علاماته:
أ- مبني على الفتح ،
وهو الأصل ، نحو : ذَهَبَ .
ب- مبني على السكون :
إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ، نحو : ذَهبْتُ ، ذَهبْنَا ، ذَهبْنَ .
ج- مبني على الضم إذا
اتصلت به واو الجماعة ، نحو : ذهبُوا .
2- ما اخْتُلِفَ في
بنائه ، وهو فعل الأمر ، نحو : اذهبْ . وهو مبني عند البصريين ، ومعرب عند
الكوفيين ، فهـم يرون أنه مجـزوم بلام أمر محذوفة ، وأصل ( اذهبْ ) عندهم (
لِتذهبْ ) فحذفت لام الأمر ، وحُذف حرف المضارعة ، فاحتيج إلى همزة الوصل للتوصل
إلى النطق بالساكن .
علاماته :
أ- مبني على السكون ،
وهو الأصل ، نحو : اضرِبْ .
ب- مبني على حذف حرف
العلّة ( نيابة عن السكون ) : إذا كان الفعل معتلاً ناقصاً ، نحو : ادْعُ ، اسْعَ
، ارْمِ .
ج- مبني على حذف النون
(نيابة عن السكون): إذا كان من الأفعال الخمسة ، نحو: اذهبوا ، اذهبا ، اذهبي .
س3- لم بني الفعل الماضي على
حركة ، وهي (الفتح) مع أن الأصل في البناء السكون؟
ج3- بني الفعل الماضي
على حركة مع أن الأصل في البناء السكون ؛ لأنه أشبه الفعل المضارع المعرب في وقوعه
خبراً، وصلة، وحالاً، وصفة، نحو: محمدٌ غاب، وجاء الذي زارنا … إلخ.
والأصل في الإعراب أن
يكون بالحركات، وبني على الفتح؛ لأن الفتحة أخفّ الحركات؛ وذلك لئلا يجتمع ثقيلان
في الفعل بسبب كونه مركباً في المعنى من الحدث والزمان.
س4- الفعل المضارع أ معرب هو
أم مبني ؟
ج4- الفعل المضارع معرب
إذا لم تتصل به نون التوكيد اتصالا مباشرًا، وإذا لم تتصل به نون النسوة نح: يذهبُ،
لم يذهبْ، يذهبون، لن يذهبوا. فالفعل المضارع في هذه الأمثلة وما شابهها معرب؛
لعدم اتصاله بنون التوكيد اتصالاً مباشرًا؛ ولعدم اتصاله بنون النسوة.
ويكون الفعل المضارع
مبنيا في الحالتين الآتيتين:
1- إذا اتصلت به نون
النسوة ( يُبنى على السكون ) نحو: الأمهات يُرْضِعْنَ.
2- إذا اتصلت به نون
التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة اتصالاً مباشرًا (يُبنى على الفتح) فاتصاله المباشر
بالنون الثقيلة، نحو: هل تضرِبَنَّ ؟ وبالنون الخفيفة، نحو: هل تضرِبَنْ؟
س5– ما رأي السُّهَيْلي في الفعل
المضارع المتصل بنون النسوة؟
ج5- يرى السهيلي ومن
وافقه أنَّ الفعل المضارع معرب إعراباً تقديرياً مع نون النسوة منع من ظهوره شبهه
بالفعل الماضي المتصل بنون النسوة ؛ فإنَّ يرضعْنَ أشبه أرضعْنَ في أن النون قد
صارت فيه جزءًا منه .
س6- ما المراد بالاتصال
المباشر؟
ج6- المراد به أن تتصل
النون بالفعل المضارع اتصالاً مباشرًا دون وجود فاصل بينهما، فإذا فصل بينهما بضمير كواو الجماعة، أو
ياء المخاطبة، أو ألف الاثنين، فالاتصال حينئذ غير مباشر سواء أكان الفصل لفظياً،
نحو: "لتبلوُنَّ "، و "ولا تَتَّبِعَانِّ"، و "إمَّا
تَرَيِنَّ" ،أو كان الفصل تقديرياً، نحو: الطلاب يذهبُنَّ، وأنتِ تذهبِنَّ.
وفي هذه الحالة يكون الفعل المضارع معرباً لا مبنياً؛ بسبب أن الاتصال غير مباشر.
وهذا مذهب ابن مالك، والجمهور، وخالفهم في ذلك الأخفش، وغيره فهم يرون أنه مبني
سواء أكان الفصل لفظياً أم تقديرياً.
س7- ما التغييرات الصرفية التي حدثت نتيجة اتصال الضمائر بالفعل المضارع
المؤكد بالنون؟
ج7-إذا اتصلت الضمائر
بالفعل المضارع المؤكد بالنون تحدث التغييرات الآتية:
1- حذف نون الرفع بسبب
توالي الأمثال، نحو: تذهبونَنَّ، تذهبينَنَّ، تذهبانِنَّ. في هذه الأفعال تحذف نون
الرفع لاجتماع ثلاث نونات متتالية، فتصير ¬ تذهبونَّ، تذهبينَّ، تذهبانَّ.
2- تحذف واو الجماعة،
وياء المخاطبة لالتقاء الساكنين، فتصير الأمثلة السابقة في صورتها النهائية هكذا:
"تذهبُنَّ" (يُضم آخر الفعل للدلالة على أن المحذوف واو الجماعة)
و"تذهبِنَّ" (يُكسر آخر الفعل للدلالة على أن المحذوف ياء المخاطبة) أما
ألف الاثنين فلا تحذف؛ لئلا تَلْتَبِسَ بالمفرد (تذهبَنَّ) وتكسر نون التوكيد،
وتكون صورتها النهائية هكذا: تَذْهَبَانِّ.
س8- لم أُعرب الفعل المضارع مع
أن الأصل في الأفعال البناء؟
ج8- لأنه أشبه الاسم
لفظاً ومعنى، فهو يشبه اسم الفاعل لفظاً في الحركات، والسَّكَنات، وعدد الحروف،
وتعيين الحروف الزائدة، والحروف الأصلية؛ وتأمل ذلك في الفعل (يَضْرِب)
واسم الفاعل (ضَاْرِب) والفعل (يُقَاتِل) واسم الفاعل (مُقَاتِل) تجد المشابهة
اللفظية واضحة جَلِيَّة.
ويشبهه كذلك في المعنى؛ لأن كل واحد منهما صالح
للحاضر والمستقبل.
ويشبه الفعل المضارع الاسم كذلك في أنَّ كل واحد منهما تتوارد عليه
معانٍ تركيبية لا يتضح التمييز بينها إلا بالإعراب، ففي الاسم مثلا تقول: ما أحسنَ
زيداً! فإذا رفعت (زيدًا) كان المعنى نفي
الإحسان، وإذا نصبته كان المعنى التعجب من حُسنه، وكذلك الفعل المضارع في مثل قولك:
لا تأكل السمك وتشرب اللبن، فإذا رفعت الفعل (تشرب) كان المعنى:
النهي عن أكل السمك، وإباحة شرب اللبن، وإذا نصبته كان المعنى النهي عن الجمع بين
أكل السمك وشرب اللبن في وقت واحد.
مع تحيات/
ما شا لله
ReplyDelete