-->

2017/11/05

التعليم أولًا

التعليم أولًا
     التعليم هو المحرك الأساسي لدفع عجلة تطور الحضارات وهو المقياس الأول لتقدم ونماء المجتمعات حيث يتم تقييم أي مجتمع من المجتمعات تبعًا لنسبة المتعلمين فيه. وإذا كان هناك ألف سبب لتخلف المجتمع فإن هناك سبب واحد للتقدم ألا وهو التعليم.
     يقول ابن خلدون في مقدمته "الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعليم" وفي موضع آخر من كتابه يقول بأن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة علمًا وتعليمًا وتارة أخرى محاكاةً وتلقينًا.
     وقد أدرك العالم كله أهمية التعليم ولا ريب؛ خاصة بعد أن ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الوسيلة الحقيقية بل والوحيدة للتقدم هي التعليم وأن الدول التي تقدمت – بما ف ذلك النمور الآسيوية – كانت بوابتها الوحيدة للتقدم هي بوابة التعليم ولذلك تجد أن الدول المتقدمة تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها.
     هذا وقد اتخذ الصراع في العالم شكلًا جديدًا يختلف عن الصراعات في الماضي، ففي الآونة الأخيرة أصبح الجوهر الأساسي لهذا الصراع هو التعليم حتى وإن صُبِغَ الصراع بصبغة سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية فكل ذلك إنما هو سباق في مضمار التعليم لأن الدول إنما تتقدم عن طريق التعليم. وما من دولة تقدمت أو أحدثت طفرة في نموها الاقتصادي وقوتها العسكرية أو السياسية إلا وكان التعليم سببًا في نجاحها وإنجاحها.
     ولمَّا كان التعليم هو الركيزة الأساسية في بناء وتكوين وتشكيل عقل الإنسان ووجدانه وهو أيضًا السبيل إلى تأهيله للتعامل مع العلم والمعرفة واستيعاب آليات التقدم وفهم لغة العصر، لمَّا كان ذلك كذلك رأينا رؤساء الدول وساستها في كل دول العالم يؤكدون على الأهمية الكبيرة للتعليم ووضعه على رأس قائمة أولويات برامجهم الانتخابية والذين نجحوا في تطبيق هذا الكلام قد نجحوا أيضًا في دفع بلادهم نحو التقدم والتنمية.
     وإذا كانت مصر تريد مواكبة عصر التكنولوجيا فائقة القدرة ومواكبة الثورة المعلوماتية متسارعة الخطى فإن هذه المواكبة تفرض عليها بل وتحتم أيضًا أن يكون التعليم هو رأس قائمة أولوياتها وأن تعمل مصر جاهدة على تطوير المنظومة التعليمية بعناصرها الخمسة (الطالب – المعلم – الكتاب – المنهج – الجو العلمي) وأن تعمل على حل جميع مشكلات هذه العملية التعليمية وتذلل لها العقبات والتحديات التي تواجهها؛ كل ذلك من أجل تحقيق ثمرتها المرجوة ومن ثَمَّ يتم التحديث والتطوير وتحقيق التنمية الشاملة.
بقلم/ السيد أبو العزم
المدير التنفيذي لمعهد العربية من أجلك
لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

2017/11/2

تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ Arabic For You 2016
تصميم: حميد بناصر