الدرس الرابع
وقوله: (لفظٌ) يريد به أن يستثني الإشارة أو الرمز فالرمز والإشارة لا يُعَدَّان كلامًا عند النحاة . قال تعالى :
" آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا " يعني إشارة
وقال الشاعر :أَشارت بطرف العين خيفة أهلها .. إشارة محزونٍ ولم تتكلم
فأيقنْتُ أن الطرف قد قال مرحبًا .. وأهلًا وسهلًا بالحبيب المتيم
وقوله (مركب) معناه أن يكون الكلام مؤلفًا من كلمتين أو أكثر مثل: زيد قائم، أكرم خالدٌ زيدًا.والتركيب نوعان :أ- تركيب تام: وهو ما أفاد معنى يحسن السكوت عليه وقد عبر عنه شيخنا بقوله (مفيدٌ) مثل :الله ربنا، محمد نبينا .ب - تركيب ناقص: وهو ما تركب من كلمتين أو أكثر ولم يفد معنى ولا يحسن السكوت عليه مثل:إن حضر الشيخ، كتاب النحو، الرجل الكبير.
وقوله: (بالوضع): أي أن يكون الكلام قد جاء بالوضع العربي فكلام غير العرب لا يُعد كلامًا عند النحاة.
ملحوظة :
تعريف الكلام
قال المصنف رحمه الله:"الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع "
الشرح :بدأ المصنف رحمه الله بتعريف الكلام فبين أن الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع ويقصد بذلك أن الكلام عند علماء النحو هو ما اشتمل على أمور هي:- أن يكون لفظَا أي أن يكون من الحروف الهجائية العربية.- أن يكون مركبًا مفيدًا: أي أن يفيد معنى يحسن السكوت عليه.- أن يكون قد جاء بالوضع العربي وعلى هذا فكلام الترك لا يعد كلامًا عندنا وكلام الفرس لا يعد كلامًا عندنا وكلام الفرنجة لا يعد كلامًا عندنا أي عند النحاة.
........
" آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا " يعني إشارة
وقال الشاعر :أَشارت بطرف العين خيفة أهلها .. إشارة محزونٍ ولم تتكلم
فأيقنْتُ أن الطرف قد قال مرحبًا .. وأهلًا وسهلًا بالحبيب المتيم
فهذه المحبوبة لم تتكلم ولكنها أشارت بعينها له فهذه الإشارة بالعين لا تسمى كلامًا عند النحاة.
..........
.........
..........
أحب أن أوجه عنايتكم إلى الفروق بين ثلاثة مصطلحات عند علماء النحو هذه المصطلحات هي :
(الكَلَام، الكَلِم، الكلمة(
فالمصطلح الأول هو (الكلام): وهذا ما شرحناه وقد عرفه الشيخ ابن آجروم بأنه هو "اللفظ المركب المفيد بالوضع"
أما المصطلح الثاني فهو (الكَلِم): والكلم اسم جنس جمعي يُفَرَّق بينه وبين مفرده بالتاء أقول :كلم والمفرد كلمة، عنب والمفرد عنبة، تمر والمفرد تمرة .. وهكذا
فاسم الجنس الجمعي يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين ويُفَرَّق بينه وبين مفرده بالتاء إذن فالكلم هو ما تركب من أكثر من كلمتين سواء أأفاد معنى أم لم يفد مثل .
- "إن جاء الشيخ" هذا كَلِم لكنه غير مفيد.
- "إن جاء الشيخ أنصت الطلاب" هذا كَلِمٌ مفيد.
فاسم الجنس الجمعي يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين ويُفَرَّق بينه وبين مفرده بالتاء إذن فالكلم هو ما تركب من أكثر من كلمتين سواء أأفاد معنى أم لم يفد مثل .
- "إن جاء الشيخ" هذا كَلِم لكنه غير مفيد.
- "إن جاء الشيخ أنصت الطلاب" هذا كَلِمٌ مفيد.
وأما المصطلح الثالث فهو ( الكلمة ): والكلمة هي القول المفرد .. والمراد بـ (القول) أي اللفظ الدال على معنى. مثل كلمة: زيد، كتاب، فرس.
فـ (زيد) تدل على معنى وهو أن شخص سمي بهذا الاسم فهي كلمة.
فـ (زيد) تدل على معنى وهو أن شخص سمي بهذا الاسم فهي كلمة.
أما إذا كانت الكلمة لا تدل على معنى فلا تسمى قولًا فمثًلا إذا قلبنا حروف كلمة (زيد) لتصبح (ديز) فـ (ديز) ليس له معنى في اللغة فلا يسمى قولًا وإنما هو لفظ. حيث إن تعريف اللفظ هو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية سواء أكان له معنى أم لم يكن .
وقد يطلق مصطلح (الكلمة) على (الكلام) فنقول مثلًا : كلمة التوحيد = لا إله إلا الله
وهذا وارد في القرآن الكريم وفي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم فمن ذلك مثلًا قول الله تعالى :
" كَلَّا إنَّهَا كَلِمَةٌ " إشارة إلى ما قاله الكافر: "رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"
الله سبحان وتعالى قال عن كلام الكافر: "كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة "
" كَلَّا إنَّهَا كَلِمَةٌ " إشارة إلى ما قاله الكافر: "رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"
الله سبحان وتعالى قال عن كلام الكافر: "كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة "
والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: "أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد "إشارة إلى قول الشاعر لبيد :ألا كل شيء ما خلا الله باطل .. وكل نعيم لا محالة زائل
وهذا معنى قول ابن مالك في ألفيته: "وكلمة بها كلام قد يُؤَم". أي يُقْصَد
وإلى اللقاء في الدرس التالي إن شاء الله