-->

2016/06/18

دروس شرح الآجرومية (درس8) علامات الفعل

علامات الفعل

بعد أن تحدث المصنف (رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين .. آمين) عن تعريف الكلام وأنواعه وعلامات الاسم، بدأ - رحمه الله تعالى - في ذكر علامات الفعل فقال: "والفعل يُعرَف بقد ، والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة"

الشرح:
بدأ الشيخ رحمه الله تعالى يتكلم عن علامات الفعل وقلنا فيما مضى أن الفعل هو ما دل على حدث واقترن بزمن من الأزمنة الثلاثة، ونحن أيضًا نعلم أن الأفعال ثلاثة (ماضٍ ومضارع وأمر)
ومن الطريف أن الشاعر زهير بن أبي سلمى جمع الأزمنة الثلاثة في قوله:

" وأعلم ما في اليوم والأمس قبله .. ولكنني عن علم ما في غدٍ عمي "

وأنت ترى أن الشاعر قد ذكر الأزمنة الثلاثة حيث إن:
(وأعلم ما في اليوم) إشارة إلى زمن الحاضر.
(والأمس قبله) إشارة إلى زمن الماضي.
(ولكنني عن علم ما في غدٍ عمي) إشارة إلى زمن المستقبل.

وقد ذكر شيخنا ابن آجروم رحمه الله أربع علامات للفعل وهي:
1 -  قد، وتدخل على الماضي والمضارع.. فإن دخلت على الماضي أفادت أحد شيئين أولهما: التحقيق، كما في قوله تعالى: "قد أفلح المؤمنون"
والثاني: هو التقريب كقول المؤذن: "قد قامت الصلاة" أي قربت.

وإن دخلت قد على المضارع فإنها تفيد التقليل وتفيد التكثير..
فحينما نقول: "قد ينجح الكسول" فهنا تفيد التقليل.
وحينما نقول: "قد يَسعد الكريم" فهنا تفيد التكثير.
وأحيانًا تفيد التحقيق مع المضارع كقوله تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم"


2- تاء التأنيث الساكنة، وتدخل على الفعل الماضي مثل: قالتْ، قامتْ، جلستْ.


3 – السين وسوف، وتدخلان على الفعل المضارع مثل: سيقوم، سوف يقوم.

وأحب أن أنبه إلى شيء وهو أن التعبير بسوف أقوى أو أبعد في الاستقبال لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى( غالبًا ).
.........

هذا وقد ذكر العلماء بعض العلامات الأخرى للفعل وهي كثيرة نذكر منها ما قاله شيخنا ابن مالك - رحمه الله - في ألفيته حيث قال عن علامات الفعل:
"بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي ... وَنُونِ أَقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي"

نجد أن الشيخ ابن مالك رحمه الله ذكر أربع علامات للفعل وهي:-
1- تاء الفاعل المتحركة: كما في قوله (بتا فعلتَ) ولها ثلاثة أقسام هي:
أ - التاء المضمومة: وتكون للمتكلم مثل: "فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفَّارًا"
ب - التاء المفتوحة: وتكون للمخاطب المذكر مثل: "يا عيسى ابن امريم أأنت قلتَ للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"
ج - التاء المكسورة : وتكون للمخاطبة المؤنثة مثل: "لقد جئتِ شيئًا فريًا"


2- تاء التأنيث الساكنة: كما في قوله (وأتتْ) وقلنا أنها تدخل على الفعل الماضي مثل قوله تعالى:
"قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق"
"وأعطت كل واحدة منهن سكينًا"

3 – ياء المخاطبة: كما في قوله (ويا افعلي) ويقصد بها ياء المخاطبة المؤنثة وهي تدخل على فعلين فقط هما الأمر والمضارع.
فمثال الأمر:
"يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين"
"فهزي إليك بجذع النخلة"
"فكلي واشربي وقري عينًا"

ومثال المضارع: 
أنتِ تذاكرين وتفهمين وتكتبين.

4- نون التوكيد: كما في قول ابن مالك (ونون أقبلنَّ) ونون التوكيد قسمان:
أ - نون التوكيد الثقيلة، وتكون مشددة .
ب - نون التوكيد الخفيفة، وتكون ساكنة.
والفرق بينهما أن نون التوكيد الثقيلة تدل على أن الفاعل قد عزم عزمًا أكيدًا على عمل الفعل، لكن نون التوكيد الخفيفة تدل على أن الفاعل لم يعزم العزم الأكيد على عمل الفعل. وقد وردت نون التوكيد بنوعيها الثقيلة والخفيفة في قول امرأة العزيز:
"ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين"
فلقد عزمت امرأة العزيز عزمًا أكيدًا على دخوله السجن لا محالة فعبر القرآن الكريم عن ذلك باستخدام نون التوكيد الثقيلة في قوله (لَيُسْجَنَنَّ).
لكنها لم تعزم العزم الأكيد على إهانته داخل السجن وجعله من الصاغرين لذلك جاء التعبير القرآني بالنون الخفيفة في قوله تعالى "وَلَيَكُونًا" أي يكونَنْ من الصاغرين.
ومن أمثلة نون التوكيد الثقيلة أيضًا قوله تعلى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام:
"تالله لأكيدنَّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين"
ومن أمثلة نون التوكيد الخفيفة قوله تعالى:
"كلا لئن لم ينتهٍ لنسفعَنْ بالناصية"

وإلى اللقاء في الدرس القادم إن شاء الله


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

No comments:

Post a Comment

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ Arabic For You 2016
تصميم: حميد بناصر